تعريف النفط :
اشتقت كلمة ( بترول ) من كلمتين لاتينيتين هما : ( بترا) و معناها صخر و ( أوليوم ) و معناها زيت فإذا أدغمت أو جمعت الكلمتان معاً تشكلت كلمة ( بتروليوم ) و معناها زيت الصخر و هي الكلمة المستعملة في اللغة الانكليزية اليوم و منها اشتقت كلمة بترول المستعملة بالعربيةو للبترول اسم آخر هو ( النفط ) وهي كلمة معربة مشتقة من الكلمة الإغريقية ( نافثا)
و البترول سائل زيتي ذو رائحة قوية و مكوّن من مواد عضوية مختلفة و الزيت الخام سائل أسود لزج يكاد يتكون من عنصرين هما : الهيدروجين و الكربون و مع أن البترول الخام يكون على شكل سائل إلا أنه يحتوي أيضاً على مواد صلبة و غازية و هو يميل إلى اللون البني أو الأخضر الغامق و قد يكون عديم اللون أو أسود أحياناً
لمحة تاريخية :
عرف الإنسان النفط و استخدمه منذ آلاف السنين
و يقال إن أول بئر نفطية حفرت في ( شوش ) في جنوب إيران عام ( 500 ) قبل الميلاد تقريباً و يزعم بعض الخبراء أن أول بئر نفطية تم حفرها بالقرب من تشارلسستون في غرب فرجينيا عام 1806 م
و لم تبدأ صناعة البترول العصرية إلا عام 1859 م عندما حفر إدوين ل دريك أول بئر بترولية في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية
بهذا التقدم السريع أخذ النفط في الثلاثينات يتحدى دور الفحم الذي كان يلقب بالملك لأنه كان المصدر الرئيسي للطاقة في الصناعات العالمية حيث تزايد استهلاك العالم منه من نحو مليون برميل في اليوم عام 1915 م إلى خمسة ملايين برميل في اليوم عام 1940و فاق الانتاج الإجمالي 20 مليون برميل في اليوم
عام 1960 تأسست منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) لتمكن الدول الأعضاء من التحكم في استغلال مواردها الطبيعية لمواجهة الضغط المتزايد في الطلب العالمي
و يعتقد أن الصينيين كانوا يستخرجون النفط و الغاز بوساطة أنابيب الخيزران و حفارات من معدن البرونز منذ القرن الثالث قبل الميلاد
و كان يستخدم و لمئات السنيني في الأغراض الطبية و لمنع تسرب الماء و في بعض الأحيان للتشحيم و الإنارة كما استخدم كأسفلت للمباني و رصف الطرق في بابل القديمة
و في القرن التاسع عشر أصبح النفط مع اختراع محركات الاحتراق الداخلي مصدراً لوقود مختلف وسائل النقل
يعد النفط في الوقت الحاضر المصدر الرئيس للطاقة في معظم بلدان العالم فمحركات وسائط النقل البرية و البحرية و الجوية تعمل على وقود يحضر من النفط
كما أن إنتاج الطاقة الكهربائية في محطات توليد الكهرباء و إطلاق الصواريخ إلى الفضاء يتمان بوساطة وقود مصدره البترول
إلا أن الطريق الأفضل لاستغلال النفط هو استعماله كيميائياً كمادة أولية في صناعة المواد البلاستيكية أو ما يعرف باسم ( اللدائن ) و الكاوتشوك و الخيوط الصناعية و المنظفات و الأسمدة و المبيدات الكيميائية و حتى البروتينات الصناعية و الطبية و الأغذية
نشأة البترول :
تتجاذبها نظريتان : الأولى القائلة بالأصل المعدني و الثانية القائلة بالأصل العضوي
النظرية القائلة بالأصل المعدني :
يحاول أنصار هذه النظرية البرهان عليها بوساطة التحليلات المخبرية الكيميائية التي أدت إلى الحصول على البترول من مواد أصلها معدني بعد إخضاعها للشروط الطبيعية و الكيميائية نفسها التي يخضع لها تشكل البترول
على أنه لم يعد حالياً لهذه النظرية أهمية عملية من الناحية العلمية بل أصبحت نظرية لها قيمتها التاريخية فقط و فيما يلي أهم البراهين التي تستند إليها :
في عام 1866 قام العالم ( برتلو ) بأبحاث في هذا الصدد و بيّن أنه من الممكن الحصول على البترول بمعاملة حمض الكربون بالمواد القلوية تحت تأثير حرارة مرتفعة و بوجود بخار الماء و استناداً إلى هذه النظرية أعلن ( مندليف ) نظريته القائلة أن البترول الموجود في مكامن الأرض يرجع نشأته إلى تأثير بخار الماء في الكربيدات المعدنية في الطبقات العميقة من الأرض و هذه النظرية أصبحت فيما بعد أساس النظريات الأخرى التي يؤيدها أكثر الباحثين القائلين بالنشأة المعدنية
يتابع...