من المقرر أن يعلن تقرير للأمم المتحدة أن التغير المناخي يترك بالفعل تأثيرات ضخمة على طبيعة العالم وبيئته.
ويعتقد المنتدى الحكوماتي للتغير المناخي أنه ثمة أيضا تأثير يمكن ملاحظته على المجتمعات البشرية، وإن كان التأثير على البشر أقل وضوحا من التأثير على الطبيعة.
ومن المقرر أن ينشر المنتدى ملخص تقريره الجمعة، ويتوقع أن تستمر المحادثات حول صياغة التقرير حتى اللحظة الأخيرة.
وتحذر مسودة التقرير التي اطلعت عليها بي بي سي من الصعوبات التي ستواجه المجتمعات البشرية في التكيف مع كافة التغيرات المناخية المحتملة.
وسيقول التقرير إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات عام 1990 سيجعل نحو ثلث الأنواع الحيوانية والنباتية معرضة لخطر الانقراض.
ويضيف أن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه، ويرجع ذلك بالأساس إلى ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة.
ومن المتوقع أن يؤدي تنازع الأطراف المختلفة حول صياغة التقرير قبل صدوره في مدى قطعية اللغة التي سيصدر بها، وإن لم يؤثر في توجهه العام.
ويعقد علماء ومسؤولون بحكومات الدول مفاوضات مكثفة في بروكسل قبل صدور التقرير.
ويستجوب مسؤولون من الولايات المتحدة، والصين والهند العلماء حول صياغة التقرير الذي قد يحذر من "آثار مدمرة" على ملايين الأشخاص" خاصة في البقاع الأفقر من العالم.
ويعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
ويشمل التقرير أكثر من 29 ألفا من البيانات العلمية حول أشكال التغير في المناحي الفيزيائية والبيولوجية من العالم الطبيعي.
ويقول التقرير إن 85% من تلك البيانات تشير إلى ارتفاع حرارة الكوكب.
مخاطر متوقعة</SPAN>
ومنذ آخر تقييم عالمي صدر عن المنتدى الحكوماتي للتغير المناخي في عام 2001 زادت البيانات العلمية الناتجة عن رصد التغيرات الطبيعية بشكل هائل.
ستواجه البلدان التي تعتمد على ذوبان الثلوج جفافا أكثر
|
وأصبحت النماذج الافتراضية التي يصورها الكمبيوتر لما سيكون عليه شكل الكوكب مع استمرار التغيرات المناخية أكثر تعقيدا، وإن كانت التوقعات ليست جازمة.
ويقول رئيس منتدى التغير المناخي، راجندرا باتشوري "اتضحت الكثير من الأمور، وتؤكد الصورة أن من المرجح أن يكون أفقر الفقراء الأكثر تضررا من آثار التغير المناخي".
وربما يكون تناقص المياه العذبة المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة للمجتمعات البشرية.
فالسلاسل الجبلية العظمى في العالم، مثل جبال الهمالايا وجبال روكي والأنديز والألب، تعمل كمخازن طبيعية للمياه، إذ تتجمع بها مياه الأمطار وثلوج الشتاء، ثم تبدأ في الذوبان تدريجيا في الصيف لتمد بقاعا أخرى بالمياه العذبة في صورة جداول وأنهار.
غير أن ثمة أدلة عملية تشير إلى أن ما يعرف بالمجلدات أو الأنهار الثلجية تنكمش في كافة السلاسل الجبلية، فيما تكهنت دراسة حديثة بأن 75% من ثلوج الألب ستختفي بنهاية هذا القرن، وبالتالي يتضاءل مناسيب مياه الأنهار التي تغزي الأراضي المحيطة.
ومن ناحية أخرى وبينما يختفي الثلج، ستصبح فيضانات الربيع والخريف أكثر شيوعا، بينما تزدادا مواسم الجفاف في الصيف. ومن المتوقع أن يشير تقرير المنتدى المناخي إلى أن هناك "ما يشير بدرجة كبيرة من الثقة" إلى أن تلك الظواهر آخذة في الحدوث فعلا.
كما يتوقع التقرير أن تكون مدن رئيسة ساحلية أو قريبة من السواحل أكثر عرضة للغمر بالمياه.
ومن شأن هذا التكهن بانخفاض الناتج الزراعي في أغلب أنحاء العالم.
فمن المتوقع أن تشهد أفريقيا، وأغلب مناطق أمريكا الجنوبية، وآسيا انخفاضا في حجم المحاصيل الغذائية والثروات الحيوانية.
وبينما تستفيد بعض بقاع العالم بارتفاع درجات الحرارة في الكوكب بنحو درجة مئوية، إذ يتسع نطاق الزراعة بمناطق في نيوزيلندا وشمال روسيا وأمريكا الشمالية، فسوف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أكثر من ذلك إلى تضرر الناتج الزراعي في كافة أنحاء العالم.
:ascvb: