منتديات بيتا ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بيتا ستار, منتدى أجتماعي شامل, لكل الجزائريين و العــــرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مواضيع حول الصيام

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Adel-Chelsea
اداري
اداري
Adel-Chelsea


المهنة : مواضيع حول الصيام Player10
المزاج المزاج : اصور
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20 2008, 18:15

الحمد لله ذي المنِّ والتوفيق والإنعام، شرع لعباده شهر رمضان للصيام والقيام، مرة واحدة كلّ عام، وجعله أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، ومطهّرا للنفوس من الذنوب والآثام، والصلاة والسلام على من اختاره الله لبيان الأحكام، واصطفاه لتبليغ شرعه للأنام، فكان خير من قام وصَام، ووفىّ واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان على الدوام، أما بعد:
فلقد فرض الله تعالى الصيام على جميع الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، وفي السنة الثانية من الهجرة أوجب الله على هذه الأمة صيام رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإن كان صحيحًا مقيمًا وجب عليه أداءً، وإن كان مريضًا وجب عليه قضاءً، وكذا الحائض والنفساء، وإن كان صحيحًا مسافرًا، خُيِّر بين الأداء والقضاء، وقد أمره سبحانه وتعالى أن يصوم الشهر كلّه من أوّله إلى منتهاه، وحدّد له بداية الصوم بحدٍّ ظاهر لا يخفى عن أحد وهو رؤية الهلال أو إكمال عدّة شعبان ثلاثين يومًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»(١- متفق على صحته: أخرجه البخاري: (4/119)، ومسلم: (7/189،190،191)، وأبو داود: (2/740)، وابن ماجه: (1/529)، والنسائي: (4/134)، وأحمد: (2/5، 13، 63)، ومالك في الموطإ: (1/269)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، كما حدّد له بداية الصوم بحدود واضحة جليّة، فجعل سبحانه بداية الصوم بطلوع الفجر الثاني، وحدّد نهايته بغروب الشمس في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾[البقرة: 187]، وبهذه الكيفية والتوقيت تقرّر وجوبه حتميًا في قوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185]، وصار صومه ركنًا من أركان الإسلام، فمن جحد فرضيته وأنكر وجوبه فهو مرتدّ عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلاّ قُتِلَ كفرًا، ومن أقرَّ بوجوبه، وتعمّد إفطاره من غير عذر فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا وإثمًا مبينًا يستحقّ التعزير والردع.
هذا، وشهر رمضان ميّزه الله تعالى بميزات كثيرة من بين الشهور، واختصّ صيامه عن الطاعات بفضائل متعدّدة، وفوائد نافعة، وآداب عزيزة.


ميزة شهر رمضان




ومن ميزة هذا الشهر العظيم ما يلي:
•صوم رمضان: هو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه العظام لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ الله، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ الحَرَامِ»(٢- أخرجه البخاري: (8)، ومسلم: (16)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقد وقع في صحيح البخاري تقديم الحجّ على الصوم، وعليه بنى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن ابن عمر بتقديم الصوم على الحج، قال: فقال رجل: والحج وصيام رمضان، فقال ابن عمر: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [فتح الباري لابن حجر: 1/50]) وهو معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين على أنّه فرض من فروض الله تعالى.
•إيجاب صيامه على هذه الأمة وجوبًا عينيًّا لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185].
•وإنزال القرآن فيه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى سبيل الحقّ وطريق الرشاد، وإبعادهم عن سُبل الغيّ والضلال، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم بما يكفل لهم السعادة والفلاح في العاجلة والآخرة قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185].
•ومنها أنه تُفتّح فيه أبواب الجنّة لكثرة الأعمال الصالحة المشروعة فيه الموجبة لدخول الجنّة وأنّه تُغلق فيه أبواب النار لقلّة المعاصي والذنوب الموجبة لدخول النّار.
•أنه فيه تُغَلُّ وتوثق الشياطين فتعجز عن إغواء الطائعين وصرفهم عن العمل الصالح قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(٣- أخرجه البخاري: (1898)، ومسلم: (2547)، والنسائي: (2112)، ومالك في الموطإ: (686). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ لله تعالى في شهر رمضان عتقاء من النار، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ»(٤- أخرجه ابن ماجه:(1643)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وأحمد: (22859)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(2166)).
•ومنها أنّ المغفرة تحصل بصيام رمضان بالإيمان الصادق لهذه الفريضة واحتساب الأجر عليها عند الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥- أخرجه البخاري: (1901)، ومسلم: (760)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّه تسنّ فيه صلاة التراويح اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٦- أخرجه البخاري: (37)، ومسلم: (759)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ فيه ليلة خير من ألف شهر وقيامها موجب للغفران لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ هَذاَ الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرُهَا إِلا مَحْرُومٌ»(٧- أخرجه ابن ماجه: (1644)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترغيب: 989)/(صحيح سنن ابن ماجه: 1341))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٨- أخرجه البخاري: (35)، ومسلم: (1815)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ صيام رمضان إلى رمضان تكفير لصغائر الذنوب والسيئات بشرط اجتناب الكبائر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(٩- أخرجه مسلم:(233)، وأحمد: 2/400 ، 414 ، 484، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
وفضلاً عن ذلك، فإنّ من أبرز الأحداث النافعة الأخرى الحاصلة في رمضان: غزوة بدر الكبرى التي فرّق الله فيها الحقّ من الباطل فانتصر فيها الإسلام وأهله وانهزم الشرك وأهله وكان هذا في السنة الثانية للهجرة، كما حصل فيه فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وقضي على الشرك والوثنية بفضل الله تعالى، فصارت مكة دار الإسلام بعد أن كانت معقل الشرك والمشركين وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان من سنة 584ﻫ في معركة حطين واندحر الصليبيون فيها، واستعاد المسلمون بيت المقدس وانتصروا -أيضا- على جيوش التتار في عين جالوت حيث دارت وقائع هذه المعركة الحاسمة في شهر رمضان في سنة 658ﻫ. هذا مجمل ميزة شهر رمضان وفضائله العديدة وبركاته الكثيرة، والحمد لله ربِّ العالمين.


فضائل الصيام




أمّا فضائل الصيام فمتعدّدة منها: تضاعف فيه الحسنات مضاعفة لا تنحصر بعدد، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لما رواه الشيخان من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ يقُولَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»(١٠- أخرجه ابن ماجه: (1638)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1335)، وفي صحيح الترغيب: (968)) فيتجلى من هذا الحديث أنّ الله اختصّ الصّيام لنفسه عن بقية الأعمال، وخصّه بمضاعفة الحسنات -كما تقدّم- وأنّ الإخلاص في الصيام أعمق فيه عن غيره من الأعمال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى»، كما أنّ الله سبحانه وتعالى يتولى جزاء الصائم الذي يحصل له الفرح في الدنيا والآخرة، وهو فرح محمود لوقوعه على طاعة الله تعالى كما أشارت إليه الآية: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ﴾[يونس:58]، كما يستفاد منه أنّ ما ينشأ عن طاعة الله من آثارٍ فهي محبوبة عند الله تعالى على نحو ما يحصل للصائم من تغيّر رائحة فمه بسبب الصيام.
•ومن فضائل الصيام: أنّه يشفع للعبد يوم القيامة ويستره من الآثام والشهوات الضارّة، ويقيه من النّار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِى فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ»(١١- أخرجه أحمد: (6785)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3776). وفي صحيح الترغيب:(1429)). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»(١٢- أخرجه أحمد: (9463)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3774)، وفي صحيح الترغيب:(980)).
•من فضائله: أنّ دعاء الصائم مستجاب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً»(١٣- أخرجه أحمد: (7658)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2165))، وقد جاء في أثناء ذكر آيات الصيام ترغيب الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾[البقرة:186].
•ومن فضائل الصيام: أنّه موجب لإبعاد النار على الصائم يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»(١٤- أخرجه مسلم: (2767)، والنسائي:(2260)، والدارمي: (2454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
•كما أنّ من فضائله: اختصاص الصائمين بباب من أبواب الجنة يدخلون منه دون غيرهم إكرامًا لهم وجزاء على صيامهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»(١٥- أخرجه البخاري: (1896)، ومسلم: (2766)، والنسائي: (2248)، وابن ماجه: (1709)، من حديث أبي حازم بن سهل رضي الله عنه) وفي ذكر بعض هذه الخصائص والفضائل ما يؤذن على الكل.


فوائد الصيام




أمّا فوائد الصوم فعظيمة الآثار في تطهير النفوس وتهذيب الأخلاق وتصحيح الأبدان، فمنها ما يعوِّد نفسه على الصبر والتحمّل على ترك مألوفه، ومفارقة شهواته عن طواعية واختيار، بحيث يكبح جماح شهوته ويغلب نفسه الأمارة بالسوء فيحبسها عن الشهوات لتسعد لطلب ما فيه غاية سعادتها وقبول ما تزكو به ممّا فيه حياتها الأبدية، فيضيق مجاري الشيطان بتضييق مجاري الطعام والشراب، ويُذكّر نفسه بما عليه أحوال الجائعين من المساكين، فيترك المحبوبات من المفطرات لمحبة ربِّ العالمين، وهذا السّرّ بين العبد ومعبوده هو حقيقة الصيام ومقصوده، ومنها أنّه يُرقّق القلب ويلينه لذكر الله فيسهل له طريق الطاعات، ومن فوائد الصيام: أنّه موجب لتقوى الله في القلوب وإضعاف الجوارح عن الشهوات قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، في معرض إيجاب الصيام لأنّه سبب للتّقوى لتضييق مجاري الشهوات وإماتتها، إذ كلّما قلَّ الأكل ضعفت الشهوة، وكلّما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي، ومن فوائده الطبّيّة صحّة البدن لأنّه يحمي من اختلاط الأطعمة المسبّبة للأمراض ويحفظ -بإذن الله- الأعضاء الظاهرة والباطنة كما قرّره الأطبّاء.


آداب الصيام




للصيام آداب ينبغي التخلّق بها ليحصل التوافق مع أوامر الشّرع ويرتّب عليه مقصوده منه، تهذيباً للنّفس وتزكيتها، فيجتهد الصائم في أدائها كاملة، والمحافظة عليها تامّة، إذ كمال صيامه موقوف عليها وسعادته منوطة بها، فمن هذه الآداب الشرعية التي يراعيها في صيامه:
أولاً: استقبال شهر رمضان بالفرح والغبطة والسرور، لأنّه من فضل الله ورحمته على الناس بالإسلام، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:85]، ويحمد الله على بلوغه، ويسأل الله تعالى إعانته على صيامه، وتقديم الأعمال الصالحة فيه، كما يستحبّ له الدعاء عند رؤية أي هلال من السَّنَةِ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللهُ أَكْبَر، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَترْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ»(١٦- أخرجه الترمذي: (3447)، والدارمي: 2/4، والبغوي في "شرح السنة": (1335)، وصححه ابن حبان: (2375)، قال الألباني في: "الكلم الطيب" [91]: "صحيح بشواهده") على أن لا يستقبل الهلال عند الدعاء ولا يرفع رأسه إليه ولا ينتصب له وإنّما يستقبل بالدعاء ما يستقبل به الصلاة.
ثانيا: ومن الآداب المهمة أن لا يصوم قبل ثبوت بداية الشهر على أنّه من رمضان ولا يصوم بعد نهايته على أنّه منه، فالواجب أن يصومه في وقته المحدّد شرعاً فلا يتقدّم عليه ولا يتأخّر عنه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»(١٧- تقدّم تخريجه)، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»(١٨- أخرجه البخاري: (1900)، ومسلم: (1080)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما).
ثالثا: المداومة على السّحور لبركته واستحباب تأخيره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِِ بَرَكَةً»(١٩- أخرجه البخاري: (1923)، ومسلم: (1095)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه)، وقد ورد في فضله وبركته -أيضا- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «البَرَكَةُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»(٢٠- عزاه المنذري في الترغيب:(1546) للطبراني في: "الكبير"، ورواه أبو الطاهر الأنباري في: "المشيخة" (156/1-20)، والبيهقي في: "الشعب" (2/426/2)، من حديث سلمان رضي الله عنه، والحديث حسّنه الألباني في صحيح الترغيب (1065)، وفي السلسلة الصحيحة:3/36، رقم: (1045)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِين»(٢١- رواه الطبراني في: "الأوسط"(6434)، وابن حبان (880)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والحديث حسّنه الألباني في صحيح موارد الظمآن: (728) وفي "صحيح الترغيب": (1066))، وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممَّا يميّز أهل الإسلام عن أهل الكتاب فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»(٢٢- أخرجه مسلم: (1096)، والترمذي: (708)، وأبو داود: (2343)، والنسائي: (4/146)، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه). والأفضل أن يتسحّر الصائم بالتمر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ سَحُورِ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»(٢٣- أخرجه أبو داود: (2345)، وابن حبان: (883)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (562)، وفي صحيح موارد الظمآن: (731))، فإن لم يتيسّر له التمر تحقّق سحوره ولو بجرعة من ماء لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٢٤- أخرجه ابن حبان: (884)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال الألباني في "صحيح الموارد" (732): حسن صحيح، [انظر السلسلة الضعيفة: ( 1405) وصحيح الترغيب (1071)]).
ويبدأ وقت السّحور قبيل الفجر وينتهي بتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وإذا سمع النداء والإناء في يده، أو كان يأكل، فله أن يقضي حاجته منهما ويستكمل شرابه وطعامه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ فِي يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»(٢٥- أخرجه أبو داود: (2350)، والحاكم: (1/426)، والبيهقي: (4/218) ، وأحمد: (2/423، 510)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الألباني: حسن صحيح ( انظر صحيح سنن أبي داود: (2/57). والسلسلة الصحيحة: (3/381))، ففي رخصة الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، وإلزام التعبد بتوقيت الإمساكية الموضوعة بدعوى خشية أن يدرك الناس أذان الفجر وهم على سحورهم لا أصل له في أحكام الشريعة وآدابها.
هذا، ويستحبّ تأخير السحور لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا بِتَعَجيِلِ فِطْرِنَا وَتَأْخِيرِ َسُحُورِنَا وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ»(٢٦- أخرجه ابن حبان: (885)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن: (733) وفي الصحيحة: (4/376)).
وكان من فعله صلى الله عليه وآله وسلم تأخير قدر خمسين آية متوسطة، فقد روى أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحور؟ قَالَ: قَدْرَ خَمْسِينَ آيَةً»(٢٧- أخرجه البخاري: (1921)، ومسلم: (1097)، من
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sami99.ahlamontada.net/
اميرة النور
عضو مبدع
عضو مبدع
avatar


المهنة : مواضيع حول الصيام Doctor10
تاريخ التسجيل : 13/09/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 25 2008, 09:03

بارك الله فيك على الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bstar.forumarabia.com/
Adel-Chelsea
اداري
اداري
Adel-Chelsea


المهنة : مواضيع حول الصيام Player10
المزاج المزاج : اصور
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 26 2008, 16:59

شكرا لك على ارد شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sami99.ahlamontada.net/
Rafikbnz
Admin
Admin
Rafikbnz


المهنة : مواضيع حول الصيام Progra10
المزاج المزاج : مواضيع حول الصيام Busy10
تاريخ التسجيل : 28/07/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 26 2008, 17:09

شكرا لك على الموضوع الجميل يا اخي
:fgjkh;,:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bstar.forumarabia.com
Adel-Chelsea
اداري
اداري
Adel-Chelsea


المهنة : مواضيع حول الصيام Player10
المزاج المزاج : اصور
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 27 2008, 18:23

شكرا لك على الرد الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sami99.ahlamontada.net/
Samy
عضو فعال
عضو فعال
Samy


المهنة : مواضيع حول الصيام Studen10
المزاج المزاج : اصور
تاريخ التسجيل : 17/11/2008

مواضيع حول الصيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواضيع حول الصيام   مواضيع حول الصيام I_icon_minitimeالأحد يناير 11 2009, 13:57

شكرا لك يا صديقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مواضيع حول الصيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل الصيام
» من فوائد عدم شرب الماء في الصيام
» الصيام وسيلة إلى التقوى وسبب لاتقاء المحارم
» رمـــضان شهر البركة و الاحسان
»  كيف تشجعين طفلك على أداء فريضة الصيام ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيتا ستار :: منتديات عامة :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: