Lamisse عضو فعال
المهنة : المزاج : تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: ما يقوله علم النفس عن سنوات الطفولة الخميس مارس 26 2009, 00:14 | |
| | |
|
Lamisse عضو فعال
المهنة : المزاج : تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: رد: ما يقوله علم النفس عن سنوات الطفولة الخميس مارس 26 2009, 00:17 | |
| 10- يرث الإنسان من أبائه وأجداده (لاحظ صيغة الجمع هنا وليس المفرد أو المثنى) الصفات المتعلقة بخصائصه الجسمية: كطول القامة أو قصرها، وكلون البشرة والعينين، ملامح الوجه، درجة المناعة الصحية ضد الأمراض. كذلك اتضح مؤخراً أن الفرد يرث من آبائه وأجداده "مستوى الاستثارة- Irritability" أى إلى أى مدى يتحمل المثيرات المنغصة .. كما يرث "المزاج - Temperament" عصابياً كان أو متنزناً، كما يرث مستوى الميل للاندفاع أو للترّوى. فقد اتضح أن صفة "الاندفاعية -Impulsiveness" هى من الموروثات، بل اتضح أن قابلية الشخص للتدخين والاستمتاع بوجود مكونات تدخين السجائر فى جسمه هى صفة موروثة أيضاً. ويتوالى اكتشاف العلماء الذين يشتغلون فى مجال الكشف عن التركيبات الوراثية للإنسان (بحوث الجينوم البشرى) أن المزيد من دوافع السلوك عند الإنسان هى ذات أصل وراثى.
11- كل ماسبق قوله عن وراثة الصفات الجسمية وغيرها لا ينتقل إلى الأبناء من الوالدين وحدهما، وإنما يشترك الأجداد الحاليين والسابقين فى تناقل تلك الصفات جيلاً بعد جيل. صحيح أن بعض الصفات لا تكون ظاهرة (فتصنّف على أنها من "النمط الجينى - Genotype" لكنها لا تضمّحل ولا تزول، فالعوامل الوراثية أيضاً لا تفنى ولا تستحدث" بدليل أنها ستظهر مرة أخرى يوماً ما تحت ظروف معينة على أحد الأحفاد وحينها سوف تصنّف على أنها من "النمط الظاهرى - Phenotype".
12- تلك الصفات الوراثية الجسدية والانفعالية تنتقل عبر الأجيال على أجسام عضوية ضئيلة الحجم جداً اسمها الموّرثات (الجينات - Genes) محمولة بدورها فى مجموعات كبيرة العدد جداً على أجسام عضوية أكبر حجماً وإن كانت فى حاجة إلى الاصطباغ بصبغات معينة ليمكن رؤيتها تحت ميكروسكوب شديد التكبير واسمها (الصبغيات - Chromosomes)، وهذه الصبغيات بما تحمله من موّرثات كائنة بأعداد زوجية محددة القيمة داخل كل نواة من أنوية كل خلية فى جسد الفرد. لذا كان من الخطأ مرة أخرى القول بأن فلانة ورثت فى "دمها" حب الفن، فلا الفن يورّث كما لا يكون التوريث أصلاً فى الدم، وإنما يكون التوريث فى كل خلايا الجسم طالما وُجدت الصبغيات بها.
13- وقد تمكن العاملون فى بحوث "الجينوم البشرى" من معرفة الكثير من الموّرثات (الجينات) الموجودة على صبغيات أنوية خلايا الأجسام البشرية. وبالتالى معرفة ما هى الخصائص (ومن بينها القابلية للأمراض المختلفة) التى سيرثها أبناء وأحفاد كل من يتقدم للفحص الجينومى. ويحاولون دراسة كيفية انتزاع الموّرثات (الجينات) التى تحمل صفات سيئة من نواة الحيوان المنوى للزوج ومن نواة بويضة الزوجة قبل عمل التزاوج بينهما فى أنابيب المعامل بأسلوب "أطفال الأنابيب". ويفكر العلماء فى كيفية إضافة موّرثات تحمل صفات جيدة إلى ذلك الحيوان المنوى والبويضة لكى يكتسبها طفلهم. ومن بين الأفكار الغريبة التى تراود البعض منهم إكساب بعض المواليد صفة القدرة على القيام بعملية التمثيل الضوئى بمجرد شرب بعض المحاليل المخففة والتعرض بدون ملابس لأشعة الشمس لعدة ساعات ومن ثَّم عدم الحاجة لشراء الطعام!. وبالطبع لن يتأتى هذا إلاّ إذا تم نقل موّرثات للحيوان المنوى والبويضة للوالدين توّرث القدرة على تكوين الكلوروفيل بخلايا الجلد أو ما تحت الجلد مباشرة من طبقات سطحية كبديل للصبغيات القمحية أو سمراء اللون المألوفة لدى البشر. وإن كان الباحثون فى مجال الهندسة الوراثية النباتية قد نجحوا بالفعل من سنوات عديدة فى تجميع صفات جمالية أوغذائية أو تجارية بخلايا التكاثر بالكثير من نباتات المحاصيل ونباتات البساتين ثم زرعوها على نطاق واسع وصارت ضمن السلع التى تدر عائداً وفيراً - وإن كانت تلقى رفضاً شديداً من كثير من الناس - إلاّ أن الباحثين فى مجال الهندسة الوراثية البشرية لم يحققوا - ولو فى العلن - نفس هذا النجاح. فالقيود القانونية والأخلاقية والإنسانية والدينية تمنع الكثيرين من التوسع فى هذا الميدان. ولا يمارس شطحات الخيال فى هذا المجال إلاّ مؤلفو الكتب والروايات العلمية الخرافية (Science fiction)، ثم تتحول إلى أفلام لها صفة الإبهار وإن لم يكن لها صفة الالتزام التام بكل الأسس العلمية المعروفة حتى الآن.
14- تلعب الظروف المحيطة بالفرد دوراً مكملاً ومنشّطاً أو مثبّطاً لما ورثه عن آبائه وأجداده من صفات، فالذى ورث عنهم صحة البدن لن يستمتع بهذه الصفة طويلاً إن حاصرته الميكروبات والملوثات البيئية المحيطة به، وإن كان ستتأخر إصابته بالمرض وستقل فترة رقاده به مقارنة بنظرائه الذين لم يرثوا تلك القدرة من صحة البدن. كذلك فالذى ورث ذكاءاً مرتفعاً يمكنه أن يصل لأعلى الدرجات المنزلية والعلمية طالما كانت البيئة المنزلية والمدرسية والاجتماعية توفر له المناخ الهادىء المشجع والإمكانات اللآزمة للدراسة. أما لو كانت على عكس ذلك فلن ينعم بالكثير من مزايا ذلك الذكاء الموروث، وقد يترك التعليم فى أى مرحلة من مراحله، أو يسوء توافقه مع الأهل والمدرسين فتحيطه المشاكل من كل ناحية فينشغل عن دراسته ويفشل فيها. لكل هذا ولمثله فقد توصل العلماء إلى أن كلاّ من الوراثة والبيئات المحيطة بالفرد - لاحظ صيغة الجمع حيث تحيط بكل فرد بيئة بشرية وبيئة نفسية وبيئة طبيعية مناخية وجغرافية وبيئة مادية ... الخ - كلها تتفاعل مع بعضها البعض نتيجة مؤثرات تفعل فعلها فى تشكيل خصائص شخصية الفرد: أى جسمه وعقله ووجدانه وأخلاقه. ويكون تأثير الوراثة أشد على خصائصه الجسمية ويتدرج متناقصاً نحو أخلاقه تبعاً للترتيب المذكور أعلاه، فى حين يتدرج تأثير البيئات فى شدته عكسياً مع تأثير الوراثة تبعاً لذات الترتيب. وكلما تقدم السن بالفرد ووقع تحت تأثير بيئات جديدة نشأ تفاعل جديد بين ناتج التفاعل السابق وبين تأثير البيئات الجديدة، فيعاد تشكيل شخصيته من جديد. وهذا يجعل من شخصية كل فرد خاصة الاجتماعيين والرحالة والذين يطلعون على الجديد - كياناً ديناميكياً متغيراً وليس كياناً استاتيكياً جامداً. * نصائح للأمهات: 15- نصائح هامة: 1- كونى متقبلّة لطفلك أياً كانت حالته الجسمية أو العقلية أو الوجدانية أو الأخلاقية، فالتقّبل (وعكسه النفور المؤدى إلى الإهمال والنبذ) هو نقطة البداية الأساسية للنجاح فى تربيته .. فالمولود هبة من الله وليس سلعة قابلة للرفض أو للإعادة. وإن كان بالمولود خلل ما، فيكون التصرف الثانى هو السعى الحثيث لإصلاح ذلك الخلل.
2- تعاملى معه دائماً بمبدأ الثواب والعقاب: لكى يعرف ماذا تريدين منه أن يكون وماذا ترفضين. ولا تركّزى على العقاب كلما أخطأ، ولا على الإثابة كلما أجاد فكلاهما ضرورى لتوجيه سلوكه ومشاعره الوجهة السليمة.
3- لا يجب أن يكون العقاب بالإهانات اللفظية ولا بالإيذاء البدنى، وإنما يكون بالحرمان من المزايا، على أن يكون العقاب على قدر الخطأ (تماماً كما يفعل القاضى بالمحكمة)، كما يجب أن تُشعرى صغيرك بأنك سوف تنهى العقاب وتعودى إلى حبه فور إقراره بخطئه وعدم تكراره له.
4- لا يجب ترك الصغير لفترة طويلة (بالسفر للخارج أو بالانفصال عن الأب) خاصة فى المرحلة بين ثلاث وسبع سنوات. فالحرمان من الأم يكون أقل أثراً قبل ذلك إذ لا يكون قد وثّق علاقته بشدة مع الأم فسرعان ما يبرأ من آثار الحرمان إن حلّت محلها أم بديلة ممتازة. والحرمان بعد السبعة يكون أيضاً أقل أثراً إذ يكون قد تدرّب على خدمة نفسه وحمايتها من الأخطار ولدرجة مقبولة وقل اعتماده على الأم لذلك السبب.
5- ليس بالضرورة أن تكون الطريقة التى عاملتك بها أمّك فى صغرك هى الطريقة المُثلى التى تُلزمين نفسك بها فى تربية صغارك، ولا تقعى فيما يقع فيه بعض الآباء حين يقولون بفخر: "لقد ربّانا أباؤنا على الطاعة التامة وكثيراً ما كانوا يضربوننا بالعصا، ولهذا صرنا ناجحين فى حياتنا الحاضرة". هذا الفخر فى غير موضعه، لأنه يستند على منطق مغلوط، فليس بالضرورة أن تكون تلك القسوة هى المقدمات (الأسباب) التى أدت إلى تلك النتيجة الممتازة، فربما كان اجتهادهم وتوفر الإمكانات حولهم وحسن التزام المدرسين فى تعليمهم هى المقدمات التى أوصلتهم لتلك النتيجة. وكان الأجدر بهم أن يقولوا: "بالرغم من القسوة التى عاملنا بها أباؤنا إلاّ أننا صرنا ناجحين فى حياتنا الحاضرة"، مثلما عليهم أن يقولوا: "بالرغم من إصابتنا بالحصبة فى صغرنا إلاّ أننا صرنا ناجحين فى حياتنا الحاضرة".
6- لتقليل بكاء طفلك وصخبه عليك أن تهتمى بإشباع حاجاته عندما يحين وقت لإشباعها دون الانتظار لإلحاحه عليك بطلبها. والحاجات غير الرغبات والنزوات، فهذه لا ننصح بتلبيتها بالضرورة، أما الحاجات فهى ما يجب توفيره له لضمان سلامته البدنية والنفسية. وقد تم تصنيف الحاجات إلى بيولوجية (كالهواء والماء والغذاء والراحة البدنية ..) ونفسية (كالشعور بالأمان، وبأنه محبوب، وباستطاعته أن يجد من هو جدير بحبه وثقته، والشعور بأنه موضع تقدير، وله حق الانتماء، والحصول على ما يريد من المعلومات، وبأنه فى إمكانه الاستمتاع بما هو لذيذ أو جميل من الطعام واللعب، وبالتالى فى استطاعته أن يحقق ذاته). أما الرغبات فهى طلبات عابرة يمكنك تحقيقها له إن كانت معقولة، فى حين تكون النزوات طلبات سخيفة يجب رفضها بحزم دون تردد.
7- حّملى صغيرك مسئوليات بسيطة بعد إقناعه بأهمية آدائه لها، مع إظهار الفائدة التى تعود من ذلك عليه وعليكِ، ثم اشكريه وامتدحيه أمام الغير على قيامه بها. ولا تقعى فى خطأ تقع فيه الكثيرات بتكليف الصغيرة برعاية الأصغر منها نيابة عنكِ لفترات طويلة أو فى أوقات لاتناسبها، فلا تنسى أن من حق الصغيرة أن تستمتع هى الأخرى بطفولتها. كذلك من الخطأ أن تقولى لصغيرك: "أنت الآن رجل البيت حتى يعود والدك من السفر"، ففى هذا تحميله بهموم نفسية هو فى غنى عنها فى تلك السن.
8- استمعى لما يقوله طفلك لنفسه خلال تعامله مع ألعابه، فكثيراً ما تكشف العبارات التى يقولها للشريك الوهمى خلال هذا اللعب عن مكنونات نفسه من رغبات ومخاوف وعواطف، فالذى يقوله للدمية: "سأعطيك موزحتى تشبعى" إنما يكافئها بما يتمنى أن يناله هو. ومن يقول للدمية: "إن لم تسمعى كلامى سأذهب بك للمستشفى لكى تموتى هناك" إنما يبدى فزعه من فكرة الموت وبأن دخول الإنسان للمستشفى معناها موته حتماً. ومن يسّب الدمية ويلقيها بعيداً ونسأله عنها فيقول: "هى عمتى فلانة"، فى حين يلاطف دمية أخرى ويحتضنها ويقول: "إنها خالتى فلانة" فإنه بذلك يكشف لنا عن عواطفه تجاه أقاربه. وعليك أن تصححى له فكرته عن الأماكن وعن الأشخاص، بل وتصححى له ألفاظه وصياغته اللغوية. كما يمكنك إنتهاز فرصة هذا اللعب الإيهامى لتحسين قدراته الحسابية من خلال لعبة البائع والمشترى حيث يوجد سعر للشراء وسعر للبيع ومقدار للربح والخسارة.
9- يظهر لدى بعض الأطفال اتجاهاً قوياً نحو توثيق علاقاتهم بالأفراد (Person-oriented)، فى حين يظهر لدى غيرهم اتجاهاً نحو الأشياء (Object-oriented)، فإن كان طفلك من النمط الأول فيمكنك تقويم سلوكه بالتهديد بحرمانه من الاتصال بالأفراد الذين يحبهم (وأنتِ منهم) إن ساء تصرفه، ومكافأته بتيسير لقائه بهم إن أحسن التصرف. أما طفل النمط الثانى فالعقاب والمكافأة يمكن ربطهما بتيسير حصوله على أدوات اللعب وقضاء وقت طويل معها.
10- يتأثر الطفل تأّثراً شديداً بما يقوله عنه الفراد الذين يحبهم ويثق بهم: كالأم، والأب وكالعم أو الخال المفضل لديه، وكالمدرس الذى يرتاح إليه. لذلك فيجب أن يحذر هؤلاء من السخرية من شكله أو من قدراته أو من إنجازته أو من طموحاته.
11- إذا فشل صغيرك فى أحد امتحاناته قلا تشجّعيه من خلال التشكيك فى صلاحية الأسئلة أو فى ذمة المدرسين بهدف رفع معنوياته، لأنه سيكتسب عادة إلقاء مسئولية فشله على غيره، وقد يكتشف أانك كنت تجاميلنه فتفقدين مصداقيتك عنده. والأفضل أن تجعليه يواجه الموقف بشجاعة، وتؤكدى له أنك ستدعمى موقفه قى بذل المزيد من الجهد لتحقيق فهم أفضل للدروس وأن النجاح ممكن ومضمون مع الاجتهاد.
12- من الخطأ الضغط على الصغير ليكون الأول على فصله، فهذا يسبب له توتراً شديداً وخوفاً من الفشل والازدراء من والديه وبالتالى فقدان محبتهم ودعمهم له. ويمكن للأب أن ينّمى طموحاته بأن يطلب منه أن يبذل كامل جهده لكى يكون ضمن الخمس الأوائل بفصله، على أن يلقى المساعدة التعليمية والدعم النفسى الهادىء من الوالدين
| |
|