Rafikbnz Admin
المهنة : المزاج : تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: العربي بن مهيدي الجمعة فبراير 26 2010, 12:25 | |
| العربي بن مهيدي
عرفت الثورة الجزائرية بطولات عدة أذهلت الأعداء و حيرت عقولهم و هذا النص يقدم لنا صورة حية لبطولة أحد رواد الكفاح الوطني العربي بن مهيدي الذي أقضي مضجع المستعمرين و أدخل الرعب في نفوسهم و فيما ألقي عليه القبض و سلطت عليه أنواع العذاب لم يتراجع و اختار الاستشهاد تحت التعذيب على أن يبوح بأسرار الثورة و كان ذلك في سنة 1957.
شاب في مقتبل العمر يتبين في كلامه روح الرجل المسالم و تلمح على وجهه ملامح النبل و الوداعة إنه يختار كلماته اختيارا دقيقا فتأتي جميلة رزينة هادئة في صوت خافت حنون.
كان منذ صغره يشعر بتلك الشعلة المقدسة، حب الوطن تأكل قلبه و تهتز نفسه و تبعثه على العمل و كان ذا نفس مرهفة فسهل عليه أن يرى ما يعاني شعبه العربي في الجزائر من بؤس و شقاء و أن يستكشف ما وراء بعض المظاهر الخداعة من ظلم م إرهاق و محن فجعل نفسه وقفا لشعبه يعمل في سبيل تخليصه من ربقة الاستعمار و الاستعباد.
فشارك بن مهيدي في جبهة التحرير الجزائرية إلى أن اطلع البوليس الفرنسي على نشاطه فلجأ إلى الاختفاء و راح يعمل سرا على تهيئة الجو للاندلاع الثوري المشهور في ولاية وهران و في أثناء المؤتمر التاريخي الذي انعقد في واد الصومام في 20أوت 1956 عين عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ لجبهة التحرير الوطني الجزائرية فكان يقوم بعمل جبار في قلب العاصمة يواجه الحضر في كل ساعة تمر و يحاذي الموت عند منعرج كل طريق.
و في يوم 27 فيفري ألقي البوليس الفرنسي القبض عليه ثم سلط عليه أشد أنواع العذاب فلقد اقتلعوا جلدة رأسه كلها ثم أخذوا سفودا بعد أن أصلوه نارا حتى أبيض و أدخلوه في فمه و حلقه إلى أن فاضت روحه إلى برتها، صبر العربي بن مهيدي أمام هذا العذاب فلم يدل بأدنى اعتراف فقد شهد كل الذين رأوه بعد إيقافه أنه كان هادئا ثابتا ما تزعزع قط بل ابتسم للصحفيين الذين تجمعوا أمامه مع الرغم أنه كان يعرف مصيره.
إن البوليس الفرنسي عندما سلط على العربي بن مهيدي ذلك العذاب الشديد لم يكن يعرفه حق المعرفة إذ لو عرفه لما أتعب نفسه بذاك التعذيب الوحشي. أما شهيدنا فقد صبر على التعذيب لا لأنه شجاع فقط و لا لأن أعصابه من حديد فحسب بل لأنه كان قبل كل شيء محمد العربي بن مهيدي الذي قال عنه الكولونيل بيجار:" لو أن لدي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم" فلقد كان بن مهيدي بطل من أبطال الثورة و لقد لقن العربي بن مهيدي درسا للاستعمار بأن الشجاعة قوة و عزم و صبر.
قال تعالى في كتابه الجليل بعد بسم الله الرحمن الرحيم:" و لا تحسبن الذين قتلوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون." صدق الله العظيم
| |
|