السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد تفاجأ الأم عندما تطلب من طفلها أداء فريضة الصيام بأنه غير مرحّب بفكرة الحرمان من الطعام والشراب طوال النهار، ويرفض الصيام أو يدّعي المرض حتى يفطر أو يأكل خلسة. ما هي التدابير الواجب اتخاذها من قبل الأم في هذه الحالة؟.
تشرح اختصاصية علم نفس و تقويم تربوي «أن رفض الطفل أداء فريضة الصيام لا يأتي من فراغ، وعلى الأم أن تبحث عن الأسباب المسؤولة، والتي قد تكون متعلّقة بتقصير في التعاليم الدينية التي تلقاها، أو لم يتم تدريبه على الصيام بشكل صحيح أو أن الطفل يعاني فعلاً من مرض ما».
وتوضح أن الطفل يرغب في الصيام لدى ملاحظة ذويه يهتمون بهذا الشهر الفضيل ويستبشرون قدومه، مع ترديد فضائل هذا الشهر الكريم أمامه. فعندما يقترن الصوم في حياة الطفل بذكريات مفرحة، يستطيع مقاومة الشدة التي يجدها في الصيام، خصوصاً إذا كان يقوم بالأمر للمرة الأولى. فيدخل الصوم إلى حياته من باب السرور والفرح، وتنطبـع في ذاكـرته انطبــاعات إيجابية يكون لها بالغ الأثر في حبه وإقباله على الصوم طوال عمره.
وعلى الأم إدراك أن صيام الطفل مرتبط بقدرته على التحمّل وحالته الصحية. ويفضّل البدء في تدريب الطفل على الصيام من السنة السابعة، علماً أن عـــمر العشـر سنوات هو نموذجي لصيام الطفل، مع مراعاة الفروق الفردية بين طفل وآخر. فلا يجوز إجبار الطفل على الصيام قبل ذلك، وإن حدث وتعرّض الطفل للإلزام على الصوم أو عوقب بالضرب على تكاسله في أداء هذه الفريضة فقد يلجأ إلى الإفطار سراً. وقد تكبر هذه العادة السيئة معه! فالحثّ على أداء الفرائض الدينية يجب أن يتم بالترغيب لا بالترهيب، وخصوصاً الصيام.
وتؤكّد الشريف «أن الطريقة المثالية التي تجعل الطفل يقبل على الصيام بسهولة هي التدرّج والتشجيع والمكافأة، إذ يمكن للطفل الذي بلغ العاشرة من عمره أن يصوم معظم أيام شهر رمضان. وقد يطلب هو بنفسه صيام الشهر كله، وذلك إذا تم تدريبه بشكل جيد عبر التدرّج معه في الصيام على مدى الخمس سنوات الماضية من عمره. ويمكن حثّ الطفل الذي يبلغ الخامسة من عمره على الصيام ولو لبضع ساعات، والإشادة بعزيمته أمام الآخرين وتشجيعه على إكمال يوم أو يومين من شهر الصيام، مع تقديم مكافأة له إن استطاع تحقيق ذلك. وفي السنة السادسة من عمره، يمكن وعده بمكافأة عن كل يوم يتم صيامه وكأنه في مسابقة... وهكذا حتى يصبح صيام شهر رمضان فريضة اعتادها الطفل حتى دون أن ينتظر مكافأة.
نصائح لطفلك الصائم
> يطلب من الطفل عدم بذل أي مجهود عضلي عنيف قبل الإفطار حتى لا تضعف قواه.
> الإهتمام بوجبة السحور المقدّمة للطفل الصائم، وتأخيرها قدر الإمكان.
> إعداد الأطعمة المحبّبة للطفل، وتقديمها له وقت الإفطار.
> إذا أظهر الطفل تململاً أو ألحّ في أنه يشعر بالجوع فلتترك له حرية الإختيار.
> تكريمه في الجلوس مع الكبار الصائمين لأنه أدّى الفريضة مثلهم.
> عدم المبالغة في إعطاء الأطفال الأصغر سناً والذين لا يصومون المأكولات والمشروبات أمام الطفل الصائم حتى لا تضعف عزيمته.
> إصطحاب الطفل الذي يتمرّن على الصيام إلى صلاة القيام وصلاة الفجر، وحثّه على المحافظة على الصلوات الخمس وقراءة القرآن.
> تعليم الطفل الصائم الأدعية، ويمكن أن يطلب منه أن يقولها بصوت مسموع ليردّدها أفراد الأسرة من بعده.
> عند ملاحظة أي إعياء أو إرهاق على الطفل، يجب التدخّل لإفطاره فوراً.
> يحظّر على الأطفال المصابين بأمراض كالسكري و«الأنيميا» وأمراض الكلى والقلب أن يصوموا.